الأحد، 3 مارس 2013

بطُل الاعتذار لحظة الاحتضار

حين الرجوع إلى لحظات مضت تتوقف أنفاسنا وتستوعب بعض الشيء من هنا وهناك
وليس بيدنا فعل أي شيء لا من هنا أو من هناك
كم من عيون أبكتها حريق اشتعل وكم من قلب رق ولان وكم من نفس حطمتها لحظة احتضار
وكم من قلب تجاهل ونسي اليوم الوعيد وأطفأ اللهيب أجراس التوبة
ولم يخلق في كيانه ذرة خير والعياذ بالله
الأسبات تعتني بها العزيمة وتنمو بداخلنا إن أردنا ذلك والجنة ثمنها غالي لا نملكها بالتناسي
فنرى زهرة يشع عطرها من بعيد ورونقها يرسم في السّماء وبين السّحاب يسطع
ونرى أشواك يخفيها الغل وتراقبها الخبائث وتنفتح على روح الضعيف
وإن هجر القرآن كان من دواعي المصائب..وترك الصلاة كان هلاك للنفس واتلافها
فالاسلام دين واضح ليس به أي خلاف
لا من ذاك أو من ذاك..يكفينا الاطلاع إلى سيرة الحبيب المصطفى
وكتاب الرحمن الذي هو مسارنا والحمد لله الذي قد جعلنا مسلمين
في عصرنا هذا أصبح التائب كلوحة بها كل الألوان مضيئه بنور الاهي
لا يقربها غريب ولا يلمسها إلا من هم من أصلها
فمن الصعب أن نختار طريقين مسارهما مختلف أما يمين أو شمال
فنحن نحدد وبيدنا ذلك والعقل نعمة من الرحمن ..فأين سنذهب إذا؟
لو كنا قد اخترنا طريق الجنة..فحتما وتلقائيا سيكون تركيزنا فقط للجنة
وقبل أن يكون قرارًا ..فقط سبقته تخطيطات وترتيبات وعزيمة قبل كل شيء
وحين نقتنع بالشيء نخلص له ونتقنه ونوفي له وبعد ذلك يأتي القرار والتنفيذ
وأما للتنفيذ مراسيم ولهذه المراسيم توجيهات وسنة الحبيب واضحة وأهل العلم المتمكنين
فمن الصعب أن نتوب عن المعاصي لذلك قبل التوبة يجب أن نتذكر أن عندما تبلغ الحلقوم
حينها لا يمكن أن تدفع رشوة لتأجيل التنفيذ الرباني..لا ينفع شيء فذلك أمر سينفذ
ويجب الاقتناع بهذا لكي تتضح الأمور بين أعيننا ..والمراد من فهم الشي واستيعابه
هو الغاء ما سبق من الأخطاء وأن نمحوها جيدا ونضع مكانها صوابا يجعلنا نبدأ صفحة جديدة
ونختار ذلك الطريق الثمين
فلكل عمل مجهود ولكل مجهود جزاء وخير الجزاء الجنة
فكم من أمم استبدلها الله بأمم غيرها..وكم من نفس ضاق سبيلها
ولجأت إلى الصالحين وانكسرت وتابت
وكم غير هذا وهذا فكلنا نخطأ وخير الخطائون التوابون
فالتوبة بالنسبه لي نعمة من نعم الخالق ..فنحن بشر
وان لم يكون هناك شيء يمحو ذنوبنا فكيف يكون حالنا إذا؟
{ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات } (الشورى:25)
قال ابن كثير رحمه الله: أخبر تعالى أنه لا يغفر أن يشرك به؛ أي لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به، ويغفر ما دون ذلك، أي من الذنوب لمن يشاء، أي من عباده. وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة، من ذلك ما رواه الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( إن الله يقول: يا عبدي ما عبدتني ورجوتني، فإني غافر لك على ما كان منك، يا عبدي إنك إن لقيتني بقُراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي، لقيتك بقرابها مغفرة
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – \"


لنجعل هدفنا هو مصلحتنا ومصلحتنا هي تصحيح اخطائنا وأن نتوب عن كل معصية ونحاول
فليس من السهل أن نبتعد عن المعصية بين عشية وضحاها
لكن إن توفرت العزيمة وعالجنا الجروح خطوة بخطوة فيكون الصلاح حتما

وتكرير التوبة مع تكرير الذنوب
ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب . قال :\"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \"
فسبحان الله الجبار الذي يمهلنا ويمنحنا تلك الفرصه العظيمة
لنترك الصحبة الفاسدة فهذه أول خطوة لعلاج النفس مما علق بيها من ذنوب وفشل
فصدقوني الصحبة الصالحة تترك في النفس استعدادا للبدء في مشروع التوبة
والنصائح وكترة المواعظ تخفي الطبع الفاسد..بل يموت ويرحل دون رجعة
أختي الحبيبة كم من نفس أحيطت بها الخسائر وندمت واكفهرت وغضبت وانكسرت جناحها
فأهلا بمن تابوا ورجعوا لله بقلب سليم


بقلمي

إرسال تعليق

.

من مواضيعي 
أرشيف مسـك